أما الشراء في بعض الأسواق تحتاج إلى أسلحة شتى من الكذب والحيلة واليمين الكاذبة والكر والفر والذهاب والرجوع ، وتحتاج بعد ذلك إلى مفاوضات دبلوماسية أصعب من المفاوضات التي لا نهاية لها بين الدول في وقتنا الحاضر .!!!
لذلك عودت نفسي أن لاأقف على بائع ، ولاأشتري شيئاً ، لا اللحم ولا الخضروات ولا الثياب ولا الأثاث ، وإنما ابعث من يشتري لي ، وإذا خالفت عادتي واضطررت للشراء رجعت في كل مرة بقصة من أعجب القصص . ومن ذلك : أني خرجت مع صديق لي وكان يريد الذهاب إلى السوق ، ويحب أن يشتري قماش لأهله : وصلنا السوق ودخلنا دكان أقمشة ووجدنا صاحب الدكان آتاني صاحب الدكان مسلماً ومعظماً ، وهوى لتقبيل يدي لأني كما يقول أستاذه وصاحب الفضل عليه …أهلا وسهلاً ….يا مرحباً ، أنورت وأسفرت ، من علمني حرفاً صرت له عبداً ….قل لي ماذا تأمرني يا أستاذ لأخدمك بعيوني !!!!!
ولم أكن آمر بشي ..صديقي الذي يريد أن يشتري !!! ولكن هذا المدح وهذا التعظيم ،وأن الرجل سيخدمني بعيونه ….قد خّدر أعصابي كما يخدر صيادو الهند الوحوش الكاسرة بأنغام الناي …والإنسان مفطور على محبة الثناء …فنظرت في الدكان فأخترت لوناً من الحرير أعجبني …فسألته عن الثمن فضحك وقال : أي ثمن ؟؟!!! المحل محلك يا أستاذ.
فحسبت أنه سيهدي إلي وحلف لا أخذه إلا بثمن ولكن أطلب أن يبيعني بربح قليل ..قال برأس المال وراح يحلف بذمته ودينه وشرف آبائه وعظام أجداده ومالا أذكر من الأيمان أنه لا يبيعني إلا برأس المال .
وكان في بيتي خمس نسوة وثلاث بنات فشريت لهن جميعاً ، وبلغ الثمن ربع راتبي وذهبت إلى البيت فقلن النسوة بكم شريته ؟؟؟؟قلت أحزرن :قلن بالله عليك تقول بكم شريته : فأخبرتهن بأن الرجل تلميذي وقد خدمني بعيونه فباعني برأس المال وهو كذا !!!! قلن لقد زاد عليك؟!!!!! ثلاثين في المائة قلت مستحيل قلن : ما قولك أن ذهبت فلانة الآن لصديقة لهن فاجأت بالقماش نفسه بحسم ثلاثين في المائة ؟قلت أنا أدفع الثمن وذهبت فورا إلى الدكان التي اشترت منها ورجعت بعد ساعة وقد أخذته بثلثي الثمن الذي دفعته أنا ….لتلميذي البار الذي حلف أنه لا يبيعني إلا برأس المال.!!!!!!
كما تعودنا منك دوماً
جمال المشاركات
وجمال العبر التي نأخذها دوماً من مشاركاتك
فعلا قصة جميلة
للأسف
يحدث ذلك كل يوم في كل مكان
وليس بالاسواق فحسب
فيض المشاعر
تحياتي لك
ودمت بكل الود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيض المشاعر حياك الله وبارك فيك
دائما مواضيعك جميلة وهادفة سلمت يداك
على ما كتبته من واقع حياتنا اليومية وهذه
ليست بقصة وانما حقيقة بالفعل
تقبل تحيات العراقية دمعة الم
fathela
الأخت / فضيلة …..
انتن رمزاً المحبة والإخاء ، ورمز الصداقه والوفاء ….
وجدناكم لنا اهلاً كراماً ، فنعم الأهل ياأهل الثناء ….
أخوكم/ فيض المشاعر