الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#133616#post1867736
إلا كمعرفة من وقف على شاطئ اليم دون أن يخوض فيه
و شتان بين من يسبح في البحرو من يسبح على البر .
عشتِ بينهم و كبرتِ
و بدأتِ تنقشين في خيالكِ أحلاماً و أمانٍ و رؤىً لعالمٍ
جديد ، تخيلت فيه كل صغيرة و كبيرة
و حلمتِ أحلاماً وردية عن البيت و الزوج والأطفال
و قد يكون بيتكِ هذا تجسيداً لتلك الأماني و الأحلام
التي ملأت خاطرك
أو قد يكون البون شاسعاً بين ما كنتِ تحلمين به و بين الحقيقة .
و الحقيقة تسير على الأرض
فأرجو ألا تصدمكِ الحقيقة
إذا رأيتِ اختلافاً كبيراً بين عاداتكِ وعادات زوجكِ
و طباع كل منكما في المأكل و المشرب و الملبس
و النوم و طريقة التفكير و النظرة للأمور
و قد يكون هذا مخالفاً لما عهدته في بيت أهلك
فلا تقفي مكتوفة اليدين تندبين حظكِ
بل حاولي أن تقربي المسافة بينكما
فالطريقالطويل يبدأ بخطوة واحدة .
مقبولة، فلا مانع أن تصبح عادتكِ
و لا تنخدعي بالمثل القائل : ( زوجكِ على ما عوّدتِه )
فالرجل ليس كما سمعتِ صلصالاً يمكن تشكيله
حسبَ ما تريدين
و لا طيناً تصيرينه وعاءاً خزفياً تفرغين فيه
عاداتكِ و أخلاقكِ و طباعكِ
فكل فرد في العالم له خصائص و ميزات و رغبات
و حاجات و نزعات تختلف عن غيره مهما بدا الشبه
قريباً في الظاهر فالناس أشباهٌ و شتى في الشيم
فقد يتشابهون ظاهراً و يختلفون خلقاً و باطناً
حتى إنكِ تختلفين عني يا بنيتي في أشياء كثيرة
فما بالك في زوجين مختلفين تماماً و من بيئتين مختلفتين
في ******* و نمط التفكير و النمط الأسري و درجات
التعليم و الحياة الاجتماعية !!
و بين زوجها دائما
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=1867736
فلا تنصهر شخصيتها و تذوب أمامه
بل تأخذ أحسن ما عنده
وتجعله يتشرب أحسن ما عندها
دون إكراه أو إلزام أو تعنت مكروه
بل بطريقة غيرمباشرة و دون أن يشعر .
و اعلمي يا بنيتي
أن الرجل الشرقي حساس جداً وعنتريّ
لا يأخذ من زوجته شيئاً من طباعها و عاداتها
إذا لمس منها ضغطاً أوإكراهاً .
آمراً أحداً أن يسجدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأة أن تسجدَ لزوجها " .
النفسي و الدفء الأسري
و لا تظني أن الزواج ملابس و حلياً و منتزهات
و سهرات وكلمات معسولة فقط
بل تأكدي و تيقني أن هذا لن يستمر طويلاً ، لأن لكل
جديد فرحة
و هذا الانبهار لن يدوم ، فالمسؤولية ثقيلة
و الزوج بحاجة لرعايةٍ خاصةٍ
واهتمامٍ فريدٍ يشعره أنه لا يمكنه أن يستغني
عنكِ أبداً .
و كوني وسطاً بين ذلك
فالطريق إلى قلب الزوج الألفة و المودة و الرحمة .
عن ملء الفراغ النفسي الذي يجده إلى جانبك
احرصي على مشاركته فرحته و ألمه
و لا تقع عيناه منك إلا على أجمل منظر
و لا يشم منك إلا أطيب ريح
ابحثي عما يحبه فافعليه ، و مما يكرهه تجنبيه
و اعلمي يا بنيتي أنه ليس عيباً أوطعناً في الأنوثة
أو جرحاً في الكرامة
أن تحني رأسكِ عند هبوب العاصفة
وتكوني أصمَّ سميعاً أو أعمى بصيراً
فالسنديانة القاسية يقتلعها الإعصار من
جذورها و يرميها بعيداً فلا تقوم لها قائمة
و تنهض السنابل الرقيقة التي تميل مع الهواء و تحني رأسها مع الهواء ، لترفعه دائماً .
تفلت منك وقت هبوب الاختلاف
فالنار لا تطفئها نارٌ مثلها
بل ماءٌ يكون برداً وسلاماً
فالكلام أثناء الخصام حتى و لو كان ليناً يكون كرجمِ الحجارة
.
وإياكِ أن تكثري من العتاب
بل اجعليه كالملح ، إن يكن معتدلاً يطيب الطعام ،
وإن يكثر فعلى الطعام السلام .
اجعلي أسرار بيتكِ و خلافاتكِ الشخصية لا تتجاوز
جدران منزلكِ
فإذا نقلت كل صغيرة و كبيرة في خصامكِ إلى أهلكِ
فلن يغفروا له بعد أن يعود الوفاق إليكما إلا
إذا كانت أموراً أساسية يجب معالجتها في بدايتها حتى
لا تستفحل عندها قد لا ينفع معها إلا اجتثاث الأصل .
و لا تظني أني تخلصت منك بزواجكِ ، أو عجزت عن
القيام بمسئوليتكِ
فلو كانت الفتيات يغنيهن الأهل عن الزواج
لاستغنت عنه بنت أفضل الخلق – الزهراء فاطمة
رضي الله عنها
أو بنات الملوك و القادة و العظماء والوجهاء
و الأغنياء
و لكنه حاجة نفسية لا تباع و لا تشترى
و لا تستأجر
إلابالزواج !!!
عليه في عصر كثرت فيه المغريات
و صار المستحيل ممكناً و التخمين يقيناً
و لم يعد في حساب بعض الأزواج اعتبار للأسرة
أو العائلة أو المكانة الاجتماعية أو كلام الناس
أو خوف الله
و أصبح الضمير غائباً
و ارتفعت أسهم الأنانية
فهبطت أسهم الإيثار والصدق و الصبر و التروي
الذي حل محله السرعة و النزق و الطيش
و ضيق الأفق و محدودية الرؤية .
قلبي معكِ و دعواتي لكِ
بأن تحبي زوجكِ و أهله كحب أسرتكِ
وخاصة حماتكِ أم زوجكِ
فأحبيها لأنها أعطتكِ قطعة منها
و احترميها كماتريدين أن يحترم زوجُكِ أمَكِ
و تذكري قول الشاعر :
أحسِنْ إلى الناس تستعبدْ قلوبهمُ *** فطالما استعبدَ الإحسانُ إنسانَا
و إياكِ و الغيرة منها أومن أخواته
فكما تدين تدان .
و إياكِ و طاعته في معصية
لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
أتمنى لكِ زواجاً سعيداً و مديداً مع زوجكِ
و أن يكون رفيق دربكِ الطويل
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير