بين الأبناء ضرورة لتوافر مشاعر المحبة بينهم، كما أنه سبب مهم
لاحترام الوالدين من قبل الأبناء وبرهم، فضلا عن أنه قبل ذلك يحفظ
الأسرة من الخلل الذي يؤدي الى تفككها وضياع أفرادها.
وشددوا على أهمية فقه الوالدين بطرق وشكل العدل بين الأبناء وفق ما يقره الدين
والعرف والمجتمع، لخلق جو من السعادة والألفة يصب في مصلحة اللحمة الأسرية
والترابط المنشود والتعاون الخلاق.
بداية يقول الداعية الإسلامي طارق قطب: إن أمر الله عز وجل بالعدل واضح في قوله
تبارك وتعالى: "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ
وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، وقوله: "وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى و بعهد الله
أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون"
وكذلك قول ****** صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عبد الله ابن عمرو ابن العاص
رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المقسطين عند الله على
منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين. الذين يعدلون في حكمهم
و أهليهم وما ولوا" .أخرجه مسلم.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#219828#post2059893
وكذلك حديث النعمان ابن بشير عن أبيه الذي سأل النبي أن يشهد على عطية وهي أنه نحل
النعمان غلاما فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فكل بنيك نحلت مثل الذي نحلت النعمان؟ قال:
لا، قال: أليس يسرك أن يكونوا لك في البر سواء؟ قال: بلا، قال فلا إذن" وبرواية:
فأشهد غيري فإني لا أشهد على جور"، مؤكدا أن الحديث يدعو للتآلف بين الإخوة وترك
ما يوقع بينهم الشحناء، كما يؤكد أن السبيل الوحيد لتجنب عقوق الآباء هو العدل بين الأبناء
على النحو الذي يجعلهم متحابين متعاونين.
وأضاف قطب: نجد بالحديث الأخير دروسا عدة وهي: أن عطية الأب للصبي الصغير لا تحتاج
إلى قبض بل تحتاج إلى إشهاد فيما يغني عن القبض وفيه كراهة الشهادة فيما ليس مباحا
و جواز الميل إلى بعض الأبناء والزوجات وإن وجبت التسوية في غير ذلك.
وحكى أن رجلا جاء إلى عبد الله ابن المبارك رحمه الله يشكو ولده فقال: أدعوت عليه؟
قال نعم فقال: أنت أفسدته.
أما الشيخ عبد العظيم عبد الحق، إمام وخطيب مسجد عبد الله عبد الغني فأكد لجريدة الراية
القطرية، أن العدل هو المحور الأول في أي علاقة على مستوى الأسرة وعلى مستوى العلاقة
بين الأفراد والمجتمع والإنسانية كلها، مشددا على أهمية أن يفهم كل والد ويتعلم معنى العدل
ومن ثم يقوم بتطبيقه على أرض الواقع مع أبنائه ومن يقعون تحت رعايته.
وبين عبد الحق أن ضوابط منع الظلم وتحقيق العدل بين الأبناء تتمثل في عدة أمور أهمها ثلاثة؛
أولاها تقوى الله، وذلك لأن التقوى هي الحارس الأمين على تصرفات الإنسان، وثانيها الحرص
على المساواة في المعاملة وعدم التفريق، لأن ذلك يمنع وجود العداوة والبغضاء بين الأبناء
، كما يؤدي إلى احترام الوالدين ويحافظ على اللحمة الأسرية
ويحفظ كيان الأسرة من الخلل والتفكك.
وأشار إلى أن الضابط الثالث يتمثل في المعاملة الحكيمة، مشددا على أن الحكمة شيء
ثمين، قال الله عنها في كتابه: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا"،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه"
، مشيرا إلى أن تكريم الابن المجتهد مثلا ضروري، داعيا إلى ضرورة إعطاء غير المجتهد
شيئا من الدافع حتى يمضي في مسيرته دون حقد على أخيه؛ بحيث نكرم المجتهد
دون تأنيب المقصر، لأنه علينا أن نوفر للآخر الدوافع الطيبة ووسائل التشجيع، ولا يجب
أن نلومه أمام أخيه المكرم مراعاة لشعوره.
من جانبه قال الدكتور طاهر شلتوت الاستشاري النفسي إن عدم المساواة أو العدل في التعامل
بين أفراد العائلة الواحدة يؤدي إلى إحداث خلل عميق في جميع الاتجاهات وينعكس بالتالي
على كافة أفراد العائلة، لأن العلاقات بين الأسرة علاقات متشابكة تسمح لكل فرد بأن يقوم بدور
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=2059893
معين داخل الأسرة وبالتالي تعطيه المساحة الكافية لهذا العمل، ولا شك أن هذه المساحة يحددها
الدين والعرف والمجتمع.
وحذر شلتوت من آثار الضغوط والممارسات غير السوية التي تتسبب في فقدان رغبة الأفراد
في التعاون أو العمل، ليؤدي ذلك في النهاية إلى فقدان التوازن المطلوب ووقوع خلل ينتج
عنه تشتيت الأسرة كلها.
وعن أبرز الأمراض النفسية التي يمكن أن تنتج عن التفرقة في المعاملة بين الأبناء وعدم العدل
بينهم أوضح الاستشاري النفسي بمستشفى حمد أن هناك أمراضا نفسية كثيرة مثل حدوث حالات
القلق والاكتئاب، والتي كثيرا ما تؤدي إلى حدوث ما يسمى بحالات عدم التوافق داخل الأفراد
والأسرة بشكل عام، ما ينعكس سلبا على تصرفات الأفراد بعضهم بعضا، وربما قد ينتقل
أثره الى الأجيال القادمة حيث يرث الأبناء أخطاء الآباء .
موضوع مميز ومفيد
كل الود والتقدير
دمتى برضى من الرحمن
جزاك أللهُ خيرا على المرور والتعقيب
وتكشف بها كربك ويغفر بها ذونوبك
وتصلح بها أمرك و تكشف بها همك وغمك
وتشفي بها سقمك وتذهبْ بها شرك
وتجلوا بها حزنك وتبيض بها وجهك يا رب
قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى
حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا
هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب
أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم
وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم
ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم
وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم
ودمتم على طاعة الرحمن
وعلى طريق الخير نلتقي دوما