جامعة القاهرة
كلية دار العلوم
الأخطاء الإملائية
في
الكتابة العلمية
تأليف الدكتور
جمال عبد العزيز أحمد
1445هـ -2003م
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين منزل القرآن، ومعلم الإنسان البيان، والصلاة والسلام
على رسول الله خير من نطق بالكلم، ودانت لفصاحته العرب والعجم وعلى آله وصحبه وسلم..وبعد
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#141289#post1902936
الصوتية، وحقوقها الدلالية، وقواعدها الصرفية، إلى غير ما تتسم به من خصائص
جعلتها في اللغات، واقتضت حكمة العلي الكبير أن تكون قالبا تصب فيه الأحكام
الشرعية والدينية، وتكون محلا لقيم الإسلام وتعاليم الدين.
وهذا الكتاب يتناول قضية مهمة من قضايا الإملاء، وهي تتعلق بالأخطاء الإملائية
في الكتابة العلمية، حيث وقفت من خلال قراءاتي في الرسائل الجامعية الماجستير
والدكتوراه، والكتب التي يكتبها أصحابها في مختلف التخصصات وتتناول موضوعات
علمية وبحثية أكاديمية، وكذا تلك الكتب الأدبية والتعليمية- على كثير من الأخطاء
التي يقع فيها الكتاب والباحثون وطلاب المعاهد والجامعات ورأيت أن أسهم
بكلمة في هذا المجال، وأدلي بدلو في الدلاء، يمكن أن تقدم عملا مفيدا لهؤلاء
وهؤلاء، ونأخذ بأيدي الجميع إلى مستوى كتابي لائق، ومهارة لغوية تتناسب وجلال
ما يقدمون من أعمال جادة وأفكار قيمة وأبحاث راقية وهذه الأخطاء التي تجري
في كتاباتهم بعضها يتعلق بكتابة الهمزة أولا ووسطا وآخرا ؛ أي يتعلق بكتابتها
أول الكلام حيث تكون وصلا وقطعا ولكل مواضعه وأحكامه التي بسطتها في كتاب
"الكافي في الإملاء والترقيم" ، ومنها الهمزة المتوسطة وطريقة كتابتها على
الواو أو على الياء أو على الألف أو مفردة (على السطر) وضوابط
ذلك ،وكذا كتابتها آخراً والضابط الإملائي في ذلك.
ومن هذه الأخطاء ما يتعلق بكتابة الألف اللينة في آخر الأفعال، ورسم الألف
في كلمتي"ابن واسم" والقاعدة الإملائية التي يرتكن إليها في مثل ذلك، ومنها الأخطاء
التي ترد في الفعل المضارع معتل الآخر المسند إلى ضمير الواحد أو الفعل نفسه المسند
إلى واو الجماعة حالة نصبه وجزمه وما يتطلبه الرسم الإملائي من فهم لطبيعة
كتابة الأفعال الخمسة في حالة النصب والجزم، ومنها كذلك كتابة أن المصدرية
المتلوة بلا النافية والتفريق بين كونها مصدرية ناصبة وكونها مخففة من الثقيلة
ومتى ترسم متصلة ، ومتى ترسم منفصلة ، وكذا نبهت على الخطأ الحاصل في
رسم ثَم الظرفية وثُم الحرفية عند تأنيث لفظيهما وما يتعلق بالخطأ الإملائي الشائع
في رسم جمع المذكر السالم عند إضافته رفعا ، والأمر من معتل
الآخر ، وكذا المضارع المجزوم منه .
كما نبهت على الأخطاء الواردة في الأسماء المنقوصة عند تنكيرها رفعا وجرا ،
والواقعة كذلك في المثنى وجمع المذكر السالم عند الإضافة التي تتطلب أحكاما
خاصة قد لا يعلمها الكُتَّابُ فيقعون فيها نتيجة عدم الإلمام بقاعدتها ، ونبهت كذلك
على الأخطاء التركيبية التي تتعلق بالأسلوب كتكرار"كلما" الشرطية في عبارة واحدة ،
وتكرار "بين" مع الأسماء الظاهرة ، وتوسط "بينما" بين جزئي الكلام ، وفتح "إن"
بعد كل من "حيث وإذ"، وتعريف صدر الإضافة ، وتعريف صدر العدد المضاف ،
وعجز العدد المركب ، وفي أسلوب الاختصاص وما يتعلق به من الأحكام يأتي الخطأ
فيها من جراء عدم الإلمام بها ، وكذا ما يقعون فيه من تجاوزات إملائية بعد اللفظتين
"وخصوصا وبخاصة" ومن هذه الأخطاء كذلك ما يقع في تثنية المقصور والمنقوص
وجمعهما ، وجمع بعض الكلمات جمعا خاطئا، والنسب إلى الكلمات بشكل لا يتفق
مع القاعدة الصرفية، وكذا صياغة اسم المفعول صياغة غير صحيحة في كثير من
الكلمات التي نبهت عليها وذكرت شيئا غير قليل منها ، وكذا الخطأ في كتابة
معرض ومتحف ومصيف وفي نطقها كذلك .
واجتماع عاطفين على معطوف واحد ، واستعمالهم "هل" في التصور وعدم إدراكهم
لمفهوم التصور والتصديق الذي تختص بهما الهمزة دون هل التي وضعت للتصور
فحسب ، وكذا إسقاطهم الفاء من جواب "أما" الشرطية وخلطهم في رسم الأداة "إذا"
عاملة ومهملة ، والخطأ الواضح في كتابة العدد وبخاصة ألفاظ العقود التي يكثر فيها
السهو والخلط ، ثم عدم نقط التاء المربوطة في الوقت الذي تنقط فيه الهاء، والجهل
برسم ألفاظ بعينها لها ضوابط استثنائية ككلمتي (عمرو، امرؤ)، وضبط كلمة "أكفاء"
حيث يفسدون المعنى سواء بنطقها أو ضبطها على غير وفاق مع معناها السياقي
فيكسرون الكاف ويشددون الفاء قاصدين معنى الماهرين أو من هم أهل للأمر المعين
على حين يرسمون "أكفاء" جمع كفيف وهو الضرير بتسكين الكاف وفتح الفاء مخففة
، وهو خطأ فادح حيث يتعاكس المعنى ويتناقض .
ونبهت كذلك على
بهما وما يقع فيه الكاتب من سهو غير مقبول علميا ، وخصوصا ما يتعلق بالصفة
والموصوف وما ورد في الكتابة العلمية من خلط واضطراب جراء الجهل بالقاعدة .
وكان سبيلي في ذلك أن آتي بالخطأ أولا ، وأبين السبب في الوقوع فيه ثم أتبع
ذلك بكتابة الصواب وذكر القاعدة النحوية أو الصرفية أو الإملائية التي تحول دون
الوقوع فيه مستقبلا ، وهذا هو الجديد في هذا المجال ؛ إذ إن معظم الكتب التي تناولت
هذا الموضوع كانت تكتب الخطأ وصوابه دون أن تعرج على ذكر القاعدة أو الضابط
الذي يحتكم إليه حتى لا يعود الدارس أو الباحث إليه ثانية .
للمنفعة وذلك لحرصي الشديد على الارتقاء بمستوى الكتابة العلمية لدى أولئك الذين
وقفوا أنفسهم للعلم والبحث عسى أن يضيء هذا الكتاب لهم الطريق ، وينير لهم
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=1902936
السبيل ، واللهَ أسألُ أن يتقبل مني ومنهم صالح الأعمال ، ويغفر لي ولهم الذنوب والآثام .
الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .
المؤلف
__________________
[ يتبــــــــــــــــــــــــع
1- الخطأ في كتابة الهمزة المتوسطة والمتطرفة
وذلك ناجم عن عدم الإلمام بقواعد الهمزة ويمكن تلخيصها في قاعدة
واحدة شاملة مؤداها أننا ننظر إلى حركة الهمزة وحركة ما قبلها
بحيث نختار الحركة الأقوى منهما لتكتب الهمزة على ما يماثلها
من الحروف ، وترتيب الحركات حسب القوة على
النحو التالي:
الفتحة ويناسبها الألف، ثم السكون ويناسبها أن ترسم
الهمزة المتوسطة مفردة ( على السطر ) هكذا:
*نهنئكم: تكتب على نبرة لأن الكسرة أقوى من الضم .
لؤلؤ: تكتب على واو لأن الضمة أقوى من السكون.
يسأل: تكتب على الألف لأن الفتحة أقوى من السكون.
تساءل: تكتب على السطر لأن قبلها ساكن وهي مفتوحة.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#141289#post1902937
* أما الهمزة المتطرفة فتكتب حسب حركة الحرف الذي قبلها هكذا:
مرفأ: تكتب على الألف لفتح ما قبلها .
قارئ: تكتب على الياء لكسر ما قبلها . تهيؤ: تكتب على واو لضم ما قبلها .
شيء – عبء – نشء : تكتب على السطر مفردة لسكون ما قبلها وهو حرف
صحيح. شاء- جاء- يشاء- سوء- سيء: تكتب على السطر مفردة لسكون ما قبلها وهو حرف علة .
وخصوصا في الأفعال كأن يكتب:
دعا- غزا- رجا هكذا( وعى- غزى- رجى) بالياء. أو يكتب استوا- اكتوا- يحيا(فعلا)
هكذا والصواب (استوى- اكتوى- يحى)وكأن يكتب خطأ: (الربى- والذرى)
( جمع ذروة) وعصى (اسما)أو رحا والصواب كتابتها بالألف (الربا والذرا)
وعصا ورحى (والأخيرة بالياء).
والسبب هو عدم الإلمام بالقاعدة وهي أن الفعل الماضي المعتل الآخر
(المنتهي بحرف علة) يكتب بالألف أن كان مضارعه واويا نحو :
دعا يدعو سما يسمو غزا يغزو أما إذا كان مضارعه يائيا كتب
في الماضي بالألف المقصورة (التي ترسم ياء)
سعى (من السعى) مشى (يمشي) قضى (يقضي) رمى (يرمي) عوى
(يعوي)،هذا إذا كان الفعل ثلاثيا في الماضي ، أما إذا كان رباعيا فأكثر
كتبت ياءً نحو : أعطى- أبكى- أجرى / احتوى- تربى- تزكى
/ استرضى- استعدى ويستثنى (يحيا) حيث ترسم بالألف وهي
فعل لتتميز عن العلم (يحيى) وكذلك (يحيا)حيث ترسم ألفاً ؛لأن الأصل
أن ترسم الألف اللينة رابعة فصاعدا بالياء إلا إذا كان ما قبل الألف ياء
فترسم ألفا طويلة (مثل: أعيا- تزيا- استحيا- يحيا) هذا الحكم في كتابة
الفعل الثلاثي ألفا إن كان مضارعه واويا وتكتب ياء إن كان مضارعه يائيا
ينسحب كذلك على الاسم الثلاثي مثل (عصا- ذرا) ؛لأن أصل الألف
واو ، أما (فتى- قرى) فتكتب بالياء .
*ويعرف أصل الألف في الأفعال بإسنادها إلى "تاء" الفاعل أو"نا"
الدالة على الفاعلين أو نون النسوة (أحد ضمائر الرفع المتحركة)
أو بالرجوع إلى مضارع الفعل أو إلى مصدره نحو :
(عدا) : عدوت- عدونا- عدون- يعدو- عدوا
(رمى) : رميت- رمينا- رمين- يرمي- رميا
(سعى) : سعيت- سعينا- سعين- يسعى- سعيا
*ويعرف أصل الألف في الأسماء بالعودة إلى المثنى أو برد الجمع إلى
مفرده أو بجمع الكلمة جمع مؤنث سالما أو بالصفة المؤنثة على وزن فعلاء :
عصا : عصوان / فتى : فتيان / أذى : أذيان / ضحى : ضحوان
قرى : قرية / ذرا : ذروة / المدى : المدية / الرشا : الرشوة
حصى : حصيات / رحى : رحيات / هدى : هديات / عصا : عصوات .
لمى : لمياء / عشا : عشواء [ ي
وتكتب كأنها هاء ، وهذا ناتج عن عدم معرفة الفرق بين التائين ومواضع كل تاء .
وخلاصة ذلك أن التاء إذا نطقت عند الوقف هاءً كتبت مربوطة
وفوقها نقطتان ، أما إذا نطقت تاء فتكتب مفتوحة نحو : فاطمة
/ كتبت . مع التنبيه إلى أن التاء المتصلة بالفعل تكون مفتوحة ، أما
المتصلة بالاسم فتكون في الغالب مربوطة ، إلا في بعض الأسماء مثل :
حكمت – شوكت- صفوت- عصمت …
وكذلك فإن التاء المربوطة تتحول إلى تاء مفتوحة إذا أضيفت إلى
الضمير نحو : رحمة- هبة- سعادة . نقول : رحمتك يا الله
/ هبتك كانت كبيرة / هل ستأتي سعادتك .
فالدارسون ينقطون المهمل وهو الهاء ويهملون المنقوط وهو التاء المربوطة:
يكتبون مثلا : نوعة / علية / انفعالة / بة / اللة / معة / منة
والصواب حذف النقطتين : نوعه/ عليه/ به/ الله/ معه/ منه
ويكتبون كذلك : المحاضره/ السيره النبويه/ الدوره اللغويه/ النشره الإعلاميه
والصواب وضع النقطتين : المحاضرة/ السيرة النبوية/ الدورة اللغوية/ النشرة الإعلامية
ويكتبون كذلك : وخاصتاً/ ورقتاً/ كلمتٌ/ رحمتٌ
والصواب كتابة التاء المفتوحة مربوطة هكذا : وخاصةً/ ورقةً/ كلمةٌ/ رحمةٌ.
*وكذلك لا يفرقون بين الظرف ثم وحرف العطف ثم عند تأنيثه ، فالصواب
أن يكتب هكذا (ثمة) ظرف (ثُمتْ) حرف عطف ، لكنهم يكتبون (ثمت)
الظرفية بالتاء المفتوحة و(ثُمة) الحرفية بالتاء المربوطة أو يكتبونها مفتوحتين من غير تفريق .
4-الخطأ في كتابة (ابن)
مرة يكتبونها دون ألف ، وأخرى يرسمونها بالألف ولا يحسنون فهم
القاعدة الخاصة بكتابة ألف ابن أو حذفها فيقعون في الخطأ الإملائي مع أن القاعدة يسيرة مؤداها :
إذا وقعت كلمة "ابن" بين علمين مذكرين والثاني أب للأول وتتصل
بالعلم الأول اتصالا من غير فاصل ، وأن ترد بصيغة المفرد لا المثنى
ولا الجمع وأن تقع تابعا (نعتا أو عطف بيان) لا خبرا نحو:
محمد بن عبد الله خاتم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- .
أما نحو عيسى ابن مريم (فتثبت لأنها لم تقع بين علمين مذكرين)
ومن حذف الألف أنزل مريم- عليها السلام – منزلة الأب ، وليس
كذلك . ونحو : محمد ابن الحنفية (فكذلك )، ونحو " محمد وعلي ابنا زيد
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#141289#post1902938
(فلكونها وردت مثناه) ، ونحو : خالد وبكر وأحمد أبناء محمد
(لكونها وردت جمعا) ، ونحو : عمر- رضي الله عنه – ابن الخطاب هو الفاروق
(فلوجود الفاصل) ونحو : " وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى
المسيح عيسى ابن مريم " (فلكون ابن لم تقع بين علمين الثاني منهما
أب للأول ، وكذلك لكون "ابن" وقعت خبرا لا نعتا .
فمثلا لو قارنا بين :
محمد بن عبد الله هو سيد المرسلين (تحذف لأن "ابن" وقعت صفة).
محمد ابن عبد الله (تبقى الألف لأن "ابن" وقعت خبرا عن المبتدأ .
وكذلك لو أن لفظة "ابن" ابتدئ بها الكلام تثبت لأنها فصلت من العلم الأول.
5- الخطأ في كتابة ألف "اسم" ، وقد سبق ذكر قاعدتها ، ولا بأس من ذكرها ثانية للتأكيد عليها وتثبيتها :
تحذف ألف "اسم" من بسم الله الرحمن الرحيم بأربعة شروط :
الأول : أن تذكر البسملة كاملة من غبر نقص .
الثاني : ألا يذكر متعلق البسملة (شبه الجملة)لا متقدما ولا متأخرا .
الثالث : أن يتقدم حرف الجر الياء دون سواه من أحرف الجر .
الرابع : أن يكون المضاف إليه هو لفظ الجلالة وحده دون سواه .
أما نحو : ابتدئ باسم الله ، وباسم رب العالمين أو على اسم الله (كل ذل تذكر فيه ألف اسم).
_
يتبـــــــــــــــــع
الرحمن ، لكن ، أولئك ، السموات ، هذا ، هذه ، طه ، ذلك ، يس ، إله
، هاذا ، هاذه ، طاها، ذالك ، ياسين ، إلاه .
7- الخطأ في حذف الألف التي يؤتى بها بعد واو الجماعة مع الأفعال الخمسة
حالة نصبها وجزمها نحو : الرجال لم يدعو ولن يدعو إلى باطل ، هم لم يغزو ولم يزكو .
والصواب إملائيا وضع الألف بعد واو الجماعة تمييزا بين صيغة الفعل المضارع
المعتل الآخر بالواو والمسند إلى الواحد الغائب وبين صيغة الفعل
المضارع الذي أسند إلى واو الجماعة عند جزمه أو نصبه هكذا :
الرجل يدعو إلى الله وهؤلاء لم يدعو إلى الباطل
فلو لم توضع الألف في التركيب الثاني لما ميزنا بين المسند إلى
الواحد الغائب والمسند إلى واو الجماعة نصبا وجزما .
نحو أرجوا/ يرجوا/ ترجوا/ نرجوا) وهذا خطأ إملائي ؛ لأن هذه الأفعال
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#141289#post1902940
معتلة الآخر لا توضع بعدها ألف ؛ لأن فاعلها إما الضمير المستتر "أنا"
، وإما "هو" وإما "أنت" ، وإما "نحن" ففاعلها ضمير وليس الفاعل هو
واو الجماعة كالأفعال الخمسة التي تعرّف بأنها كل فعل مضارع أسندت إليه
واو الجماعة أو ألف الاثنين أو ياء المخاطبة هم يصلون وأنتم تصلون
/ هما يصليان وأنتما تصليان / أنت تصلين) فلا بد من حذف الألف لأن الفعل
المضارع المعتل الآخر يرفع بضمة مقدرة ، وينصب مع المنتهي بالألف بفتحة
مقدرة ، ومع المنتهي بالواو أو الياء بالفتحة الظاهرة ، لكنه يجزم بحذف
حرف العلة ، والحركة قبل المحذوف تدل على المحذوف مثل :
محمد لن يدعوَ إلى باطل ، ولن يقضيَ بين الناس إلا بالحق ، ولن يسعى
إلا في الخير (فتحة ظاهرة في الأول والثاني وفتحة مقدرة في الثالث) .
محمد لم يدعُ إلى باطل ، ولم يقْضِ إلا بالحق ، ولم يَسْعَ إلا في الخير (حذف حرف العلة) .
كأن يكتب خطأً : مسلموا كشمير مجاهدون / حضر مراقبوا الوزارة / شاهد مديروا المركز سير العمل .
وإنما تحذف النون فقط عند الرفع ولا تثبت الألف بعد الواو لأنها ليست
من الأفعال الخمسة المسندة إلى واو الجماعة (نصبا وجزما) كما مر فحذف
الألف صواب ، وذكرها خطأ لكن الكتابة المصحفية تثبت هذه الألف في كل
من الأفعال معتلة الآخر بالواو المسندة إلى الواحد الغائب ، وكذا في جمع المذكر السالم
عند إضافته غير أن الكتابة العثمانية المصحفية لها ضوابطها وخطها وقديما قالوا :
خطان لا يقاس عليهما : "الخط العثماني والخط العروضي" ، فإذا أراد باحث
ما أن يتبع الخط المصحفي فلينص على ذلك في مقدمة بحثه وإلا لما جاز له استعمال
الخط المصحفي لأنه يخالف في كثير من قواعده الخط الإملائي الحديث الذي يتعامل
به الناس ، والخط المصحفي خط توقيفي لا توفيقي بمعنى أنه يحرم الكتابة في المصحف
بالخط الإملائي الحديث ، وإنما يلزم أن يكتب على الكتبة الأولى كما نص على ذلك
علماء الخط المصحفي كالإمام الداني وابن الجزري وغيرهما (رضي الله عنهم).
مفردة وقبلها ألف سواء أكانت ظرفا أم مصدرا أم اسما
أم غير ذلك ، فهم يكتبون مثلا مساءا- بناءا- دعاءا- كساءا- نداءا- وعاءا-
قضاءا- رداءا) بوضع ألف بعد الهمزة المتطرفة ، وهو خطأ إملائي
لأن القاعدة في الهمزة المتطرفة المنونة وقبلها ألف ألا تكتب بعدها الألف ، فإن
لم يكن قبلها ألف ترسم بعدها الألف ، نحو : (جزءا- برءا- شيئا- نشئا- وطئا- عبئا)
أما نحو جزاء ودماء وعداء ونماء وفداء ، ونحوها – فلا ترسم الألف بعد الهمزة لوجود الألف قبل الهمزة .
__________________
يتبـــــــــــــــــع
فمثال ما حقه الفصل كتابتهم "إن شاء الله" متصلة
هكذا :"إنشاء الله" ظنا من الكاتب أنها كلمة واحدة،
لكنها ثلاث كلمات : "إن" حرف شرط، و"شاء" فعل
الشرط، ولفظ الجلالة "الله" فاعل "شاء" وليست
مصدرا للفعل "أنشأ" "إنشاء" وكذلك يكتبون "حين
إذ" متصلة "حينئذ"،
والقاعدة أنها إذا كانت منونة لأن جملة المضاف إليه
محذوفة تكتب متصلة "وأنتم حينئذ تنظرون" أما إذا
كان الظرف "إذْ" مبنيا على السكون ، وجملة
المضاف إليه مذكورة فتكتب حينئذ متصلة هكذا
(حينئذ) وكذلك (وقت / ساعة/ ليلة) إذا كانت منونة
تكتب متصلة وإذا بنيت "إذ" على السكون وذكرت
جملة الإضافة فتكتب عندئذ متصلة هكذا :
"ساعتئذ/ وقتئذ/ ليلتئذ" وتفتح التاء المربوطة أي
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#141289#post1902941
تكتب مبسوطة (أي تصير تاء مفتوحة).
وكذلك قولنا : " سرني أن لا رجل كاذب " يكتبونها
متصلة هكذا (ألا) والصواب فصلنا ؛ لأن القاعدة أن
"أنْ" المفتوحة الهمزة المسكنة النون إذا وليها "لا
النافية" وكانت "أن" ناصبة للمضارع كتبت (ألا)
بتشديد اللام ،بمعنى أنه يحدث إدغام للنون في
اللام ، وتكتب "لاما" مشددة ، أما إذا كانت أنْ
ليست ناصبة وإنما مخففة من الثقيلة "أنْ" فعندئذ
ترسم منفصلة للتمييز بينها وبين الناصبة للمضارع
، لاحظ التركيبين الآتيين :
"لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من
فضل الله " (مخففة من الثقيلة)
ا"وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه" (مخففة من
الثقيلة)
أعجبني ألا تكذب وسرني ألا ترحل (ناصبة
للمضارع)
*فإذا كانت "أن" ناصبة للمضارع أدغمت في "لا"
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=1902941
النافية وكتبت متصلة مشددة ، أما إذا كانت مخففة
من الثقيلة فصلت من لا وكتبت منفصلة (أن لا)
وكذلك إذا كانت ما موصولة معمولا فيها النصب من
قبل "إن" المشددة المكسورة فتكتب "ما" منفصلة
عن "إن" : إن ما عملت شيء طيب . إن ما أسعى
إليه هو إرضاء والدي طمعا في ثواب الله .
أما إذا كانت "ما" كافة لــ"إن" عن العمل مبطلة له
، فتكتب موصولة بــ"إنّ"هكذا :
"إنما الله إله واحد" ، "إنما يدعو حزبه ليكونوا من
أصحاب السعير" أما إذا احتملت كونها "موصولة"
و"كافة"- جاز كتابتها متصلة أو منفصلة لاحتمالها
الأمرين نحو : إنما فعلتَ حسنٌ / "إنما صنعوا كيد
ساحر" برفع ونصب كيد (قراءتان).
ومن أمثلة فصل ما يستحق الوصل كتابتهم "حبذا"
هكذا "حب ذا" أو حينئذ (المنونة) : حين إذ ، وقتئذ
(المنونة) وقت إذ ، وهكذا"كلما وطالما وسيما وربما
وحيثما وكيفما" يكتبونها مفصولة خطأً (كل ما /
طال ما / سيّ ما / رب ما / حيث ما / كيف ما
والصواب في كل ذلك الوصل .
12- الخطأ في وضع النقطتين فوق الهاء ، وعدم
التفريق بين التاء المربوطة والهاء وربما كان
السبب في نقط الهاء وعدم نقط التاء المربوطة أن
القارئ يقف على التاء المربوطة بالهاء فيظن أنها
الهاء التي لا ترسم فوقها النقطتان ، فيلتبس عليه
الأمر ، لكن هناك ضابطا واضحا أن التاء المربوطة
تنطق تاء عند الوصل ، وهاءً عند الوقف ، وترسم
مفتوحة إذا أسند إليها الضمير (سريرةٌ – سيرةٌ :
سريرتك / سيرتك) وهذه لا تنقط في قافية سجع أو
شعر نحو :
– اللهم لا عيش إلا عيش الآخره فاغفر للأنصار
والمهاجره
– وأستعين الله في ألفيه مقاصد النحو بها محويه
أعوذ بكلمات الله التامه من كل شيطان وهامه ومن
كل عين لامه
– والله يقضي بهبات وافره لي وله في درجات الآخره
(وهكذا)
فالدارسون يكتبون الهاء الأصلية أو هاء الضمير
منقوطة نحو : (تَنَزة / هذة / اللة / بة / معة /
نوعة / علية / عينية / مياة / انفعالُةُ)
والصواب في كل ذلك حذف النقطتين لأنها هاء
وليست بتاء مربوطة .
13- الخطأ في كتابة (ثمة) الظرفية بتاء
مفتوحة ، و(ثُمَّتْ) العاطفة بتاء مربوطة فيكتبون :
" ثمت موضوعات مهمة ينبغي التحدث فيها" ثم
يكتبون "كتب ذلك ثُمَّة أرسله إليه" والصواب أن
تكتب (ثمة) الظرفية بالتاء المربوطة حتى نميز بينها
وبين (ثمت) وهي حرف عطف وقال الشاعر :
ولقد أمر على اللئيم يسبني … فمررت ثُمَّتَ قلت لا
يعنيني
"فَثَمَّ ظرف وليست بحرف ، وثُمَّ حرف عطف
وليست بظرف".
قال – تعالى- :"وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا"
وقال – تعالى- : "وأزلفنا ثم الآخرين" وقال : "ولله
المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ".
14- ومن الخطأ كتابة التاء المربوطة المنونة
المنصوبة مفتوحة وبعدها ألف هكذا : (وخاصتاً
فلان / أخذت ورقتاً / فعل ذلك مرتاً)
أو كتابة التاء المربوطة مفتوحة عند التنوين نحو :
( هذه كلمتٌ / وسمعت كلمتً / مررت بامرأتٍ)
والصواب وخاصةً/ ورقةً / مرةً ) ، (كلمةٌ / كلمةً /
بامرأةٍ)
15-الخطأ في كتابة الضاد ظاء ، أو الظاء ضاداً
،كأن يكتبوا بضاعة (بظاعة) ويتضمن (يتظمن)
،والضمة (والظمة) والمضاف إليه (والمظاف إليه)
وتفضل (وتفظل) ولا الضالين (ولا الظالين)
وأغلب ما يقع من ذلك يقع لأهل الريف وكذلك لدول
الخليج حيث سمع عنهم ذلك ويدركه الذي سافر
إليهم وجالسهم وحادثهم وحادثوه .
لا بد من تجنب بينهما نطقا وكتابة ، قال الإمام
الزمخشري :"وإتقان الفصل بين الضاد والظاء واجب
، ومعرفة مَخْرَجَيْها لا بد منه للقارئ "الكشاف"،
وقد روي عن أهل العلم قولهم : "لا يجوز الصلاة
خلف من يبدل الضاد ظاء في فاتحة الكتاب".
__________________
يتبـــــــــــــــــع