إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴿٥١﴾ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿٥٢﴾ يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿٥٣﴾ كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ﴿٥٤﴾ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ﴿٥٥﴾ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿٥٦﴾
==========تفسير الجلالين==========
«إن المتقين في مقام» مجلس «أمين» يؤمن فيه الخوف. (٥١) «في جنات» بساتين «وعيون». (٥٢)«يلبسون من سندس وإستبرق» أي ما رقَّ من الديباج وما غلظ منه «متقابلين» حال، أي لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض لدوران الأسرة بهم. (٥٣) «كذلك» يقدر قبله الأمر «وزوجناهم» من التزويج أو قرناهم «بحور عين» بنساء بيض واسعات الأعين حسانها. (٥٤) «يدعون» يطلبون الخدم «فيها» أي الجنة أن يأتوا «بكل فاكهة» منها «آمنين» من انقطاعها ومضرتها ومن كل مخوف حال. (٥٥) «لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى» أي التي في الدنيا بعد حياتهم فيها، قال بعضهم إلا بمعنى بعد «ووقاهم عذاب الجحيم». (٥٦)
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#106296#post1594518
=======التفسير المصاحب=======
إن الذين اتقوا الله بامتثال أوامره, واجتناب نواهيه في الدنيا في موضع إقامة آمنين من الآفات والأحزان وغير ذلك.في جنات وعيون جارية. يَلْبَسون ما رَقَّ من الديباج وما غَلُظَ منه, يقابل بعضهم بعضًا بالوجوه, ولا ينظر بعضهم في قفا بعض, يدور بهم مجلسهم حيث داروا.كما أعطينا هؤلاء المتقين في الآخرة من الكرامة بإدخالهم الجنات وإلباسهم فيها السندس والإستبرق, كذلك أكرمناهم بأن زوَّجناهم بالحسان من النساء واسعات الأعين جميلاتها.يطلب هؤلاء المتقون في الجنة كل نوع من فواكه الجنة اشتهوه, آمنين من انقطاع ذلك عنهم وفنائه.لا يذوق هؤلاء المتقون في الجنة الموت بعد الموتة الأولى التي ذاقوها في الدنيا,ووقى الله هؤلاء التقين عذاب الجحيم؛
=========الملاحظات==========
نلاحظ عدم إختلاف المفسرين في هذا المقام لسبب واضح وهو وضوح المعنى حيث لا يحتاج لزيادة إيضاح عدا ما ذكره المفسر الثاني (ووقى الله هؤلاء (التقين) وهي ليست خطأ مطبعيا وهي على وزن فعلين يقابلها بالمعنى مفعلين وأصلها فعل ومفعل وهي من غريب اللفظ لكنها صحيحة .
=====إنتهت الملاحظات=====
إن كلمة مقام بالفتحة على الميم وهي ظرف مكان ولو كانت بالضمة على الميم لإختلف المعنى , لكن هناك تفنيد للمرة الثانية لقول بعض المفسرين المتأخرين الذين يزعمون أن الخلود الدائم يجب أن يتبعه كلمة (أبدا) ومع أن هناك من وافقهم في هذا إلا أن كلام رب العالمين واضح فقوله:(لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ) لا يحتاج لتفسير فهو واضح ولم ترد كلمة أبدا في السياق , كذلك ذكر الفاكهة وتكرار ذكرها يعني امرا لافتا فالفاكهة تؤكل بعد الشبع من الأكل غالبا وهذا معروف لكل البشر والحكم على الأشياء يكون على الغالب وليس على الشاذ ونحن نعتقد أن أهل الجنة في حالة شبع دائم لذا فهم يأكلون الفاكهة للتلذذ وليس للشبع كما هي حالنا في الدنيا فنحن نأكلها تلذذا وليس بقصد الشبع , وقد يحتج البعض على أن القول في هذا السياق هو قول للخصوص وليس للعموم والسبب قوله:(وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) فمن وقاهم عذاب الجحيم هم من لايدخلون النار من الموحدين عموما ليجازوا عما كان عليهم من ذنوب فهم يدخلون الجنة مباشرة ونحن لا نستطيع مخالفتهم بهذه الحجة ولو ذهبنا لقولهم وحاولنا التبرير لذلك فكما نعلم أن الجنة درجات ففي عليين مع الرسل والأنبياء والصالحين نزولا إلى أدنى درجات الجنة لكن هذا يعني أن من لهم صفة التقى فئة وأن من لهم صفة المؤمنين فئة يشترك معهم المتقون ومن يوصفون بالمسلمين فئة يشترك بها الجميع ويختلفون بالزيادة بالإيمان والتقى , ولو نظرنا لتعريف الإسلام فهو الإستسلام والإنقياد لله بالطاعة , والإستسلام والإنقياد لا يعني الإيمان الكامل لكنه يعني الإستجابة والإيمان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك , وهذا يعني الإستجابة والقبول المطلق واليقين بالجنان والقلب وزوال كل شك في نفس الإنسان ولنا في ذلك قوله:(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٤﴾) وتفسيرها من الجلالين:(«قالت الأعراب» نفر من بني أسد «آمنا» صدقنا بقلوبنا «قل» لهم «لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا» انقدنا ظاهرا «ولما» أي: لم «يدخل الإيمان في قلوبكم» إلى الآن لكنه يتوقع منكم «وإن تطيعوا الله ورسوله» بالإيمان وغيره «لا يَأْلِتْكُمْ» بالهمز وتركه وبإبداله ألفا: لا ينقصكم «من أعمالكم» أي من ثوابها «شيئا إن الله غفور» للمؤمنين «رحيم» بهم. (١٤)) وهذا يدل على فرق الإيمان والإسلام رغم أن العمل لاينقص بين تلك الفئآت من حيث العمل بالواجبات لكن من يجتهد بالطاعة يكافأ على إجتهاده فهو سباق لكسب الحسنات , ولنا ملاحظة على:(«لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا» انقدنا ظاهرا) فكلمة أنقدنا يقابلها: أطعنا ظاهرا وهي أقرب للنفس وضوحا رغم انها صحيحة.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=1594518
اللهم لا تؤاخذنا إن أخطأنا وإرحمنا برحمتك ياسميع يا عليم.
الكاتب:deef