قال تعالى:
(َو لَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ) الأحزاب
تفسير ابن كثير :
ف " ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله " قال ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة يعنون قوله تعالى في سورة البقرة " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب " أي هذا ما وعدنا الله ورسوله من الابتلاء والاختبار والامتحان الذي يعقبه النصر القريب ولهذا " وصدق الله ورسوله" وقوله تعالى " وما زادهم إلا إيمانا وتسليما" دليل على زيادة الإيمان وقوته بالنسبة إلى الناس وأحوالهم كما قال جمهور الأئمة إنه يزيد وينقص وقد قررنا ذلك في أول شرح البخاري ولله الحمد والمنة ومعنى قوله جلت عظمته " وما زادهم " أي ذلك الحال والضيق والشدة " إلا إيمانا " بالله" وتسليما " أي انقيادا لأوامره وطاعة لرسوله .
………..
أحزاب على الإسلام فى الماضى و أحزاب على الإسلام اليوم
وما زال التاريخ يعيد نفسه
حين تكالبت قريش مع قبائل العرب للقضاء على الإسلام
وتحالف الجميع فى الحرب الشرسة
وانتشر العملاء و الخونة و المنافقون يثبطون الهمم و يخذلون المسلمين وقت الشدة
حتى اليهود نقضوا العهد و تحالفوا مع القوى الشرسة
وكان الجوع و البرد حليفا للمسلمين حتى ربط النبى على بطنه الحجر من الجوع
(إذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا* هنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا )
معركة كل الأسباب فيها ضد المسلمين
ولكن الله أهلك الكافرين
أهلكهم بالريح
(وما يعلم جنود ربك إلا هو)
وما حدث فى الماضى تكرر فى الحاضر
تكالب المشركون على الإسلام من كل حدب و صوب:
حرق المصحف على يد أمريكيين
تطاول الروافض على أمنا عائش
أسبانيا تفتتح ملهى ليلى باسم مكة"
إعلان الحرب على النقاب بفرنسا دولة الحرية
تضييق على المسلمين فى بريطانيا و أستراليا
رسوم و أفلام مسيئة للنبى صلى الله عليه وسلم
ارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة و معاناة الكثيرين من أجل لقمة العيش
تعاظم قوى الشر من المشركين وتحالفهم مع المنافقين فى الصد عن سبيل الله و دحض المسلمين المستضعفين فإما الردة و إما العذاب
و….
قرار إغلاق القنوات الإسلامية
أحزاب… أحزاب على الإسلام
ننام و يصحون
نغفل و يمكرون الليل والنهار
(إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا *هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا )
ولكن
يقينى أن الله عز و جل سيرزقنا نصرا من عنده و فرجا من عنده
فكما أهلك الأحزاب المجتمعة بالريح فسيهلك أعداء الدين بجنود من عنده إن شاء الله
فرج الله قريب و نصره قريب
غير أنه يستوجب إيمانا و صبرا
(َولَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا *مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا *لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ) الأحزاب
ولو شاء الله لهدى الناس جميعا
ولو شاء لجعل الأرض جنة و نعيما
ولكنه الابتلاء
ولكنه الاختبار
و ما يستوى الصادقون و المنافقون
(أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ* مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ( القلم 36)
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#127667#post1796744
فاللهم نصرك الذى وعدت
__________________
حياك الله
أبشرك ولك البشرى بقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين
الحق منصور، ولكن لابد أن يسبق بابتلاء وتمحيص،
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#127667#post1797025
و سنة الله، لن تجد لها تبديلاً.
كما ابتلي المؤمنون في الأحزاب بما أخبر به ربنا في كتابه، }
إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ
الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا*
هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا{
، كما ابتلوا بالخوف، والجوع، والبرد، وتخاذل اليهود،
ابتلي المجاهدون بغزة، دماء أُريقت، وأنفس أُزهقت، وبيوت
هدمت، ومساجد قصفت، دمار في كل مكان، ولكن لابد للكرامة من ثمن.
أسأل الله بأسمائه وصفاته أن يهلك كل أعداء الدين
وأن يرينا فيهم وأتباعهم وجندهم وأعوانهم
ما تقر به أعين المجاهدين.
اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد،
وعلى آله وصحبه أجمعين.
أسأل الله الفرج القريب لأمتنا الإسلامية
وأسأله أن يجعل راية الإسلام هي العليا
بارَك الله فيك وجزاك خيرا
ولك شكري وتقديرِي
وعلى المواصلة الرائعة معنا لخدمة هذا
الصرح المبارك سائلين الله ان
يوفقك ويحفظك ويسدَّد خطاك ويجعل كل عمل تقومون
به هنا في موازيِن حسنآتكم
ودمتم على طاعة الرحمن
وعلى طريق الخير نلتقي دوما
وبحفظ الله ورعايته